شوارع كالكوتا الهندية تفتقد قريبا سيارات الأجرة الصفراء التراثية


يغيب عن مشهد مدينة كالكوتا الهندية قريبا عنصر آخر من مكوّنات التراث الشعبي، إذ تُحال على التقاعد بعد عربات الترامواي سيارات الأجرة الصفراء العريقة نظرا إلى كونها ملوِّثةً جدا وبالغة القِدَم ولم تعد مناسبة للعصر.
وقال وزير النقل في ولاية البنغال الغربية سنهاسيس تشاكرابورتي إن "كل سيارات الأجرة الصفراء ستُلغى بحلول نهاية 2027".
منذ العام 1962، تعرف شوارع كالكوتا سيارات "إمباسادور"، وهي نسخ محلية من سيارات الصالون "أكسفورد 3" التي كانت تصنّعها شركة "موريس" في المملكة المتحدة.
وشابت الدفعات الأولى التي أنتجتها شركة "هندوستان موتورز" عيوب في التصنيع جعلتها طويلا محطّ سخرية، وكان المنتقدون يتندرون عليها بقولهم إن الجزء الوحيد فيها الذي لا يُصدر ضجة هو بوقها.
اقرأ أيضاً
في يوم بيجو الكهربائية.. عام 2025 هو عام الأداء والابتكار لعلامة بيجو
شي جينبينغ يجتمع بأبرز قادة الأعمال الصينيين في القطاع الخاص
رئيس اتحاد السيارات والدراجات النارية: فورمولا إي فرصة لصناعة جيل سعودي في مجالاتٍ متعددة
استطلاع: الاهتمام بالسيارات الكهربائية في ألمانيا يتزايد رغم تراجع الشراء
رسوم ترامب الجمركية تؤجج القلق لدى قطاع السيارات الأميركي
”سير” السعودية توقّع 11 اتفاقية شراكة جديدة بـ 5.5 مليارات ريال
بحضور قيادات الشركتين.. «MTI» و«الحمد لاستيراد وتجارة السيارات» تفتتحان أحدث فروع «تاتا» ببورسعيد
عز العرب: عرض جيب جراند شيروكي L الجديدة في أركان بلازا
سعر الواحدة 400 مليون دولار.. صفقة تسلا المدرعة تثير جدل كبيرا
رغم ضعف المبيعات الحالي.. استطلاع يكشف عن تزايد كبير في اهتمام الألمان بالسيارات الكهربائية
”نيسان” تتوقع تسجيل خسائر سنوية بـ 519 مليون دولار
”BYD” تضيف ميزات القيادة الذكية مجانًا وتشعل حرب أسعار في الصين
وتمكنت الشركة الهندية المصنّعة من تصحيح هذه الأخطاء، وواصلَت إنتاج هذا الطراز حتى عام 2014. وبدا أن شكلها القديم قادر على الصمود بضع سنوات أخرى، وخصوصا أن متانتها تشفع بها وتتيح الاستمرار في الخدمة.
ولاحظ الناطق باسم جمعية سيارات الأجرة في البنغال سانجيب روي أن "السيارة متينة، وقطع الغيار والصيانة رخيصة جدا، وإذا تعطل شيء ما، فمن السهل العثور على ميكانيكي جيد".
لكنّ لضرورات مكافحة التغيّر المناخي وخفض الانبعاثات أحكاما مغايرة، وخصوصا أن الهند وعدت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول سنة 2070.
ومنذ عام 2009، حظرت المحكمة في ولاية البنغال الغربية قيادة المركبات التجارية التي يزيد عمرها عن 15 عاما.
وبناء على هذا القرار، سُحِبَت من أسطول بلدية المدينة دفعة أولى تضم 4493 سيارة "إمباسادور"، وهي الأقدم من بين سبعة آلاف سيارة كانت لا تزال قيد الخدمة.
وكان سحب هذه السيارات مجرّد بداية، إذ يُتوقَع أن تتبعه ألف أخرى إلى المرأب سنة 2025.
لكنّ الأبخرة المنبعثة من محركات السيارات السيدان الصفراء القديمة ليست السبب الوحيد لقرار إحالتها على التقاعد.
- "إنها النهاية..." -
وأقرّ سانجيب روي بأن فكرة ركوب سيارات أجرة من الطراز القديم هي نفسه لم تعد مرغوبة.
واضاف "نجد صعوبة في منافسة سيارات النقل مع سائق (النقل التشاركي) التي يمكن حجزها بالهاتف، وهي توفر قدرا أكبر من الراحة وتتسم بأنها أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية".
وقال كايلاش ساهاني (70 عاما) الذي يقود سيارة "إمباسادور" منذ 40 عاما "أنا أحب سيارتي كما أحب نجلي"، إذ أنها "بسيطة، ويمكنها نقل كل شيء (...) ولكن لا إلكترونيات أو إضافات مجمّلة فيها".
ولاحظ أن "الناس باتوا يحجزون سيارات الأجرة المكيّفة بواسطة هواتفهم، فمَن منهم لا يزال يهتم بسياراتنا". واستنتج متنهدا: "إنها النهاية..."
وحتى زملاؤه الأصغر سنا يشعرون بالقلق. وقال أبو طاهر خان (22 عاما) "سأفقد عملي عندما تنتهي صلاحية رخصة سيارتي بعد سنتين". وأضاف "أتساءل ماذا سيحدث في المستقبل".
وانخفض عدد سيارات الأجرة التقليدية في كالكوتا من أكثر من 18 ألفا قبل جائحة كوفيد إلى ثلاثة آلاف فحسب.
لكنّ لاليت موندال يلا يزال يرفض تصديق ذلك. وقال السائق البالغ 52 عاما "سيسبب ذلك مشاكل لنا، فمورد رزقنا على المحك". لكنّ "الناس سيعانون أيضا"، في نظره، إذ "لن يتمكنوا من حجز عدد كافٍ من السيارات، ولن يتمكنوا من حمل أمتعة كبيرة".
لكنّ هذه الحجة لم تُقنع السلطات المحلية. فوحدها سيارات الأجرة "الأكثر مراعاةً للبيئة" ستستمر في العمل في كالكوتا، وليس سيارات "إمباسادور"، سواء أَرَضِيَ أو لم يرضَ أولئك الذين يحنّون إلى الماضي، على غرار أوتبال باسو.
وقال هذا المعلم المتقاعد البالغ 75 عاما "يحزنني أن أرى +مدينة الفرح+ تفقد أحد رموزها". واضاف "شخصيا، سأواجه صعوبة كبيرة في حجز سيارة أجرة باستخدام هاتفي".